الجمعة، 17 أبريل 2015

كلنا صفوت الـ " مش " شريف .... بقلم : بسمة السباعى ... مقالة بديعة

الرجاء نهدّى الفولت شوية ونبطل بقى تمثيل لأن جو الوطنية والحالة الثورية والتخوين اللى الناس كلها بقت عايشة فيه بقى رخيص أوى الحقيقة! فى بداية كلامى مش هقولك إنى ياى كنت من أول يوم فى الميدان وكده! لأ على فكرة أنا مشاركتش فى أى ثورة لأنى من جوايا مقتنعة إن إحنا محتاجين ثورة «أخلاق» قبل ما ندوس فى ثورة المناصب والحكومات! إحنا فاسدين من أول أصغر طالب بيغش لحد أكبر كبير فى البلد.. أنا برضو مش هحاول فى كلامى إنى أقنعك تحب بلدك وأعيشلك فى دور «حسين فهمى» فى فيلم مافيا وأجيبلك سبعين واحد نوبى يغنولك «زى ما هى حبها» لأن مستحيل بلد اللى هرمز لها بـ«جماد» إنها تبقى ظالمة وجاحدة وقلبها قاسى أوية أوية! يا سيادة الثورجى يا أختى المناضلة بلدنا ترابها ونيلها وزرعها أكيد مش همّا اللى بيظلمونا! يا سادة إحنا ناس بنأذى وبنغش وبنرشى وبنشوف الفساد ونخاف نقول بنسرق بنتحرش وعشان كده بقول إن إحنا أوسخ ما فى بلدنا! ممكن فسادك يكون «سكاتك»! كل واحد فينا فاسد بس بطريقته والمصيبة إنه بيبرر لنفسه فساده ده وبيلاقيله ميت ألف حجة وكأن فساده ده طالما هو قابله فيبقى فساد مُقنن وعادى!
تعالوا نقسم كوتشينة «الشعب» هنلاقى مدير شركة بيشغل ابنه اللى معاه «ابتدائية» وبيرستقه فى منصب ابن لذينا.. زوجة مسئول تحب أوى تتمنظر على جيرانها وقرايبها فتقلب بوزها على البيه جوزها وتقوله «عيّن الباشمهندس ابن -بطة- جارتى نقيب الأطباء» فحاضر.. موظف حكومى بيقبل رشوة.. مواطن بيرشى وبياخد دور مش دوره.. طلاب بيغشوا فى الامتحانات.. أطفال تتقتل وتغتصب ومحدش من أهلهم ياخد حقهم نظراً لأن المُغتصب مثلاً من عيلة كبيرة ومهمة! قاضى يستشعر «الحرج».. وزير مأنتخ فى مكانه مستشعر «الطمع».. شعب مستشعر «الثورة»! مستشفيات الدكاترة فيها بيكشفوا عالناس من غير ما يلبسوا السماعة أصلاً! مواطن سايق يكسر الإشارة ولو كلمه العسكرى فيسب له ميت ملة ويعمل فيها چيفارا وتسقط تسقط الداخلية! ظابط يشوف مزة سايقة فيوقفها «يتلزق» ولو صدته يبقى سير عكسى يا حلوة و«اتكلبشى يا حلوة يا زينة».. أكل قذر فاسد مسرطن.. حتى الميّه المعدنية الغالية زبالة ومغشوشة.. مدارس وحضانات ولادنا بيغتصبوا وبيتقتلوا فيها وعادى!.. هيئات حكومية شبيهة بدور مسنين تدخل تخلص ورقك تحس إنك دخلت عليهم أوضة نومهم والله!.. هيئة أرصاد جوية بتصحى الصبح يطلع المسئول إيده من الشباك يشوفلنا الجو ساقع «يح» ولا إيه فتكتب الهيئة تقريرها وتقولك الجو «شكله» هيمطر وساقع!.. بلد عبارة عن فخفخينا المسئول تلاقيه سنة وزير شباب ورياضة مثلاً تانى سنة تلاقيه نقيب الأطباء تالت سنة تلاقيه فاتح مركز طاقة نووية وبالليل فاتح عيادة تجميل ومحل موبايلات فى السراج!
كلنا فاسدين مسئولين وزرا شعب مؤسسات، كله فاسد، فبلاش حالة الهياج الثورى اللى عندك تخليك تحس إنك أحسن من آل مبارك وصفوت «المش» شريف! فكك من نفسك إنت زبالة زيهم ويمكن أزبل كمان لأنك من جواك زبالة ومن براك بـ«تتويت» كلام يبين إنك ياى مثالى والمبادئ مبهدلاك! بس كلنا عارفين إننا كلنا زبالة عارف ليه؟ لأن ببساطة إحنا لو كنا كويسين كان زمان بلدنا بقت كويسة.
يلا زايد.. اشتم.. سب فيا وفى المقال.. طظ فيك ميهمنيش.. قول إن البلد وسخة بس اوعى تصارح نفسك وتقول إن إحنا أوسخ ما فى مصر.. اوعى تعترف إن إحنا الصفة «وسخة» اللى كلنا بنوصف بيها مصر!
قبل ما تحاسب حد حاسب نفسك الأول.. شوف فسادك وصلك لحد فين وصلح نفسك الأول وبعدها ابقى حاسب غيرك.. ابدأ بنفسك.. ممكن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق