الأحد، 27 أكتوبر 2019

عندما أحب

عندما أحب إنساناً أريد أن أتمنى معه أشياء وأشياء 
ومن الظلم أن أعيش العمر وكل ما أتمناه هو أن أراه 

فاروق جويدة ...
أن يخفق القلب كيف العمر نرجعه ..
كل الذى مات فينا كيف نحييه .  

قصيدة تجسد معانى الحب والشوق

من اشهر القصائد الأندلسية ،
قصيدة مشهورة باسم ( النونية ) ،
وهى قصيدة تجسد معانى الحب والشوق ،
قصيدة رائقة ومحزنة جسدت المعانى الإنسانية .
هذه القصيدة قال عنها المستشرق غرسيه غومس :" أجمب قصيدة حب نظمها الأندلسيون ، وغرة من أبدع غرر الأدب العربى كله "
ومن أبيات هذه القصيدة قوله :
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا 
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا 
إن الزمان الذى مازال يضحكنا 
أنساً بقربكم قد عاد يبكينا
لا تحسبوا بعدكم عنا يغيرنا 
إذ طالما غير النأى المحبينا 
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً 
منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا 
وناظم هذه القصيدة هو الشاعر الأندلسى المشهور ابن زيدون ،
نظم فيه حبه وشوقه وحزنه ، حباً يؤلم القلوب ، ويحرق الحشا ،
بعد أن هجرته من أحبها !
أما الفتاة التى أحبها فهى ولادة ، وهى شريفة نسيبة ، وأميرة أموية فاتنة حورية جميلة ، سليلة ملوك قريش ، وهى أيضاً أديبة شاعرة عالمة أندلسية .
وما أعظمه على قلب الرجل أن يجتمع فى الفتاة التى يحبها الجمال ، جمال المظهر والروح والعلم والأدب ، فذلك الذى يصير الرجال كالمجانين والأطفال .
قيل أن ولادة هذه قالت هذا البيت من الشعر :
وأمكن عاشقى من صحن خزى
وأعطى قبلتى من يشتهيها 
وقيل أنها قالت لابن زيدون شلعرها ومحبها :
ترقب إذا جنَّ الظلام زيارتى 
فإنى رأيت الليل أكتم للسر
لكنَّ هذا اختلاق عليها ، وقد قال المقرى عنها :
" كانت مشهورة بالصيانة والعفاف " 
قلت : وهذا أعظم جمال تتحلى به الفتاة ، ويزيد فى حب الرجل لها .
فولادة هى القائلة :
إنى وإن نظر الأنام لبهجتى 
كظباء مكة صيدهن حرام 
يحسبن من لين الكلام فواحشاً 
ويصدهن عن الخنا الإسلام 
كان سبب هجران ولادة لابن زيدون أنها علمت أنه مع حبه العظيم لها مال إلى إمرأة أخرى فغضبت وهجرته للأبد ، فقال قصيدته المشهورة يستعطفها !
لكنَّ قرارها كان قراراً لا رجعة فيه ، إذ جرح قلبها وكسر كبرياءها ،
فلم تعد تطيقه أبداً .
وهكذا هو الكره العظيم إنما يأتى بعد الحب العظيم !