الأحد، 5 يناير 2014

                   عــن الإخــــوان نــتــحـــدث

كيف يفكر الإخوان .. سؤال دائم فى أذهان الناس .. وذلك لغرابة أفعالهم وكذلك كيفية تعاملهم مع الأحداث من حولهم .. وكأنهم لايبصرون .
ولكننا إذا ما عرفنا كيف يفكر المُنظر الأوحد لهم والمفكر الكبير عندهم وهو المرحوم سيد قطب وكيف ينظر إلى المجتمع من حوله قد نعرف كيف يفكرون ولماذا أصابهم العمى القلبى فهم لايبصرون .
لنقرأ معاً ماذا قال المرحوم سيد قطب فى كتابه ( فى ظلال القرآن ) فى خواطره عن سورة ( الأنعام ) حول الآيات من الآيه (56) حتى الآيه (65) وذلك فى طبعة دار الشروق الطبعة الرابعة عشرة 1987 ... حيث قال نصاً :....
[ وهذا يقودنا إلى موقف العصبة المسلمة فى الأرض وضرورة مسارعتها بالتميز من الجاهلية المحيطة لها -- والجاهلية كل وضع وكل حكم وكل مجتمع لاتحكمه شريعة الله وحدها ، ولايفرد الله سبحانه بالألوهية والحاكمية -- وضرورة مفاصلتها للجاهلية من حولها ؟ باعتبار نفسها أمه متميزة من قومها الذين يؤثرون البقاء فى الجاهلية ،
والتقيد بأوضاعها وشرائعها وأحكامها وموازينها وقيمها .
إنه لانجاة للعصبة المسلمة فى كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب : ( أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض ).. إلا بأن تنفصل هذه العصبة عقيدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها -- حتى يأذن الله لها بقيام " دار إسلام "
تعتصم بها -- وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هى ’’ الأمة المسلمة ،، وأن ماحولها ومن حولها ، ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه ، جاهلية وأهل جاهلية . وأن تفاصل قومها على العقيدة والمنهج ، وأن تطلب بعد ذلك من الله أن يفتح بينها وبين قومها بالحق وهو خير الفاتحين .
فإذا لم تفاصل هذه المفاصلة ، ولم تتميز هذا التميز ، حق عليها وعيد الله هذا .
وهو أن تظل شيعة تتلبس بغيرها من الشيع ، ولاتتبين نفسها ، ولايتبينها الناس من حولها . وعندئذ يصيبها ذلك العذاب المقيم المديد ، دون أن يدركها فتح الله الموعود !
إن موقف التميز والمفاصلة قد يكلف العصبة المسلمة تضحيات ومشقات .. غير أن هذه التضحيات والمشقات لن تكون أشد ولا أكبر من الآلام والعذاب الذى يصيبها نتيجة التباس موقفها وعدم تميزه ، ونتيجة اندفاعها وتميعها فى قومها والمجتمع الجاهلى من حولها ] .
هذه بنصها دون تعليق منى على أى كلمة أو فكرة مع اختلافى معه فى هذا الطرح 
ولكن ... 
لنقرأ معاً ماذا كتب المفكر العراقى الدكتور على الوردى فى كتابه الماتع ( خوارق اللاشعور ) عن مثل هذه الشخصية الإخوانية ( الشخصية التابعة التى لاتفكر ولا تبصر ) .. 
لنرى ماذا قال وأيضاً دون تدخل منى .. 
هى محاولة لفهم هذه العقلية ....
[ لقد تطرف الناس كثيراً فى الإعتماد على الضمير البشرى واعتبروه صوت الحق المطلق والعدل فى الإنسان . وهذا خطأ فظيع . فالضمير يتحيز ويتحزب فى اتجاهاته كما يتحيز التفكير .
لايجوز للمظلوم أن يعتمد على ضمير الظالم . فالظالم حين يظلم لايشعر بأنه ظالم ،
ذلك لأنه ينظر فى الأمور من خلال منظار خاص به يختلف عن ذلك المنظار الذى ينظر من خلاله المظلوم . إن ضمير الظالم مبنى على أساس القيم الإجتماعية التى اعتاد الظالم على احترامها والإيمان بها . ومنظار الظالم مؤلف من المقاييس التى لُقّن بها بين أهله ورفاقه وزملاء مدرسته وأبناء طبقته .
إن العدل والظلم أمران نسبيان ، وقد يتعجب المظلوم حين يرى ظالمه منغمساً فى المظالم إلى أُذنيه وهو مرتاح الضمير كأنه لم يفعل شيئاً .
إن الحق مع الظالم حين يرتاح ويبتسم أثناء ظلمه لك ، فهو يقيس أعماله بمقياس جماعته التى يعيش بينها وزملائه الذين يحيطون به ويتزلفون إليه .
فهو يتصور أنه سائر حسب مقاييس صحيحة عامه تصلح لكل زمان ومكان --
غير شاعر بأن تلك المقاييس اعتباريه وهى خاصة به وبجماعته وحدها .
إن القيم الإجتماعية فى الجماعة مثل العقد النفسية فى الفرد : كلاهما يوجه سلوك الناس ويقيّد تفكيرهم من حيث لايشعرون ]

هل نستطيع مماسبق أن نعرف كيف كان يفكر ويتصرف وهو مقتنع أنه على صواب والباقى خطأ الرئيس المعزول ( محمد مرسى ) ؟
أتمنى 

                                                                                 يناير 2014